قال المهندس والمستقبلي الشهير، راي كورزويل، إن البشرية قد تصل إلى مرحلة "العودة عبر الزمن" بحلول عام 2029، مشيرًا إلى مفهوم "سرعة الهروب من الشيخوخة"، وفقًا لمجلة "بوبيولار ميكانيكس" الأميركية.
يُشير هذا المفهوم إلى أن التقدم الطبي قد يزيد من متوسط العمر المتوقع بمعدل يفوق تقدم الإنسان في العمر. بمعنى آخر، خلال كل سنة نكبرها، سيضاف إلى عمرنا أكثر من سنة، مما قد يؤدي إلى إطالة حياة غير مسبوقة.
استند كورزويل إلى التطور السريع في التقنيات الطبية الحديثة، مثل تجربة تطوير لقاح كوفيد-19 التي تمت في أقل من عام. وقد اعتمدت هذه العملية على تحليل مليارات من تسلسلات mRNA في فترة زمنية قصيرة. كما أظهرت المجلة أن الذكاء الاصطناعي والمحاكاة البيولوجية أصبحت أدوات حاسمة في تسريع ابتكار العلاجات.
ورغم هذا التفاؤل، حذر كورزويل من أن هذا التقدم لا يعني الخلود. فكل لحظة قد تشهد حوادث أو ظهور أمراض مثل السرطان، مما قد يؤدي إلى الوفاة.
وأشار كورزويل إلى أن طفلًا في العاشرة من عمره قد يمتلك عقودًا عديدة من الحياة، لكنه قد يفقد حياته في أي لحظة، مما يبرز محدودية التنبؤات الإحصائية.
تُبرز مجلة "بوبيولار ميكانيكس" أيضًا التحدي الحقيقي المتمثل في التفاوت العالمي في الوصول إلى هذه التقنيات المتقدمة. فعلى الرغم من وجود علاجات فعالة لأمراض قديمة مثل السل، فإنها لا تزال تسبب آلاف الوفيات في بعض الدول، مما يعكس الفجوة بين الابتكار وتطبيقه.
توقع كورزويل أن تستمر التكنولوجيا في دفع متوسط عمر الإنسان للأعلى، لكن يبقى التحدي الأكبر هو ضمان وصول هذه الفوائد الطبية المتقدمة إلى الجميع بشكل عادل لتحقيق الفائدة الحقيقية للبشرية.
المحرر: حسين هادي