أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجدل بإصداره عفواً عن عدد متزايد من تجار المخدرات المدانين، بما في ذلك قراره هذا الأسبوع بمنح العفو للاري هوفر (74 عاماً)، الذي كان يقضي أحكاماً متعددة بالسجن مدى الحياة في سجن فيدرالي بتهمة جرائم مرتبطة بدوره في قيادة عصابة للمخدرات تتخذ من شيكاغو مقراً لها.
ووفقاً لتقرير أعده الراديو الوطني العام (npr) وترجمه كلمة الإخباري، فإن ترامب وخلال الأشهر الأولى من ولايته الثانية، منح العفو لثمانية أشخاص على الأقل أُدينوا بتهم فيدرالية تتعلق بالمخدرات، ممن لديهم سجلات جنائية واسعة تتعلق بالعنف وحيازة الأسلحة.
ونقل التقرير عن جيفري سينجر، محلل سياسات المخدرات في معهد كاتو، قوله: إن "هناك الكثير من الرسائل والإشارات المتضاربة من البيت الأبيض، مما يخلق نوعاً من الفوضى وعدم اليقين".
وأضاف: "من جهة يهدد ترامب بعقوبات أشد على تجار المخدرات، ومن جهة أخرى، تُطلق سراح تجار المخدرات من السجون".
فيما قال رون سافر، المدعي العام الأميركي السابق في شيكاغو الذي ساعد في مقاضاة أعضاء عصابة "جانجستر ديسبلز" خلال التسعينيات: إنه "شعر بالصدمة والانزعاج من قرار ترامب تخفيف عقوبة هوفر".
وأشار إلى أن "عصابة هوفر كانت من أكبر وأعنف عصابات المخدرات في الولايات المتحدة، حيث تعمل في 35 ولاية وفقًا لوزارة العدل الأمريكية. وقد أُدين هوفر نفسه بتهم على مستوى الولاية والمستوى الفيدرالي، بما في ذلك القتل واستخدام سلاح ناري أثناء الاتجار بالمخدرات". وأضاف، "كان لاري هوفر زعيماً لأكثر عمليات تجارة المخدرات خبثًا وفعالية في الولايات المتحدة. باعوا مخدرات بأكثر من 100 مليون دولار سنوياً في مدينة شيكاغو وحدها، فقد كانوا مسؤولين عن جرائم قتل لا تُحصى. ودعموا مناطق نفوذهم بعنفٍ وحشي".
ويأتي عفو ترامب عن هوفر وغيره من مرتكبي جرائم المخدرات في سياقٍ بدأ خلال ولايته الأولى في البيت الأبيض، فبينما وعد باتخاذ إجراءات صارمة ضد تجار المخدرات، أصدر عفواً أو خفّف أحكام ما لا يقل عن 13 شخصاً أدينوا بجرائم مخدرات اتحادية بين عامي 2017 و2021، بمن فيهم تجار مخدرات كبار مرتبطون بالعنف أو مدانون بإدارة شبكات تهريب كبرى.
وفي عام 2020، أطلقت إدارة ترامب سراح مسؤول عسكري مكسيكي كبير اعتقلته إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية في لوس أنجلوس بتهمة مساعدة عصابات المخدرات في تهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة. وتحت ضغط من الحكومة المكسيكية، أسقط مسؤولون في وزارة العدل في عهد ترامب محاكمة الجنرال سلفادور سيينفويغوس زيبيدا.
وفي الشهر الأول من ولايته الثانية، أصدر ترامب عفواً أيضاً عن روس أولبريشت، رجل الأعمال السابق في مجال التكنولوجيا الذي كان يقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة في سجن فيدرالي بسبب إنشائه طريق الحرير، وهو موقع على شبكة الإنترنت المظلمة أصبح قناة رئيسية لتجار المخدرات.
وأظهر أولبريشت بحسب التقرير، استعداده لاستخدام العنف لحماية مؤسسته الإجرامية وإخفاء هوية مستخدميها، من خلال التحريض على ارتكاب ست جرائم قتل مقابل أجر فيما يتصل بتشغيل الموقع، على الرغم من عدم وجود أدلة على أن هذه الجرائم تم تنفيذها بالفعل"، كما قال ممثلو الادعاء الفيدراليون في بيان بعد الحكم على أولبريشت في عام 2015.
المحرر: سراج علي