قررت محكمة إسرائيلية، يوم الخميس، تمديد اعتقال الصحفي يسرائيل فري في قضية أثارت جدلاً واسعاً حول حدود حرية التعبير في ظل استمرار الصراع في غزة، وإشكالية التمييز بين النقد المشروع للعمليات العسكرية والتحريض.
وتمركزت القضية حول منشور على منصة "إكس" انتقد فيه فري، المعروف برفضه الخدمة العسكرية، مشاركة الجنود الإسرائيليين في حرب غزة، واصفاً مقتل خمسة منهم في كمين بأنه جعل "العالم أفضل"، في تعليق وصفته السلطات الإسرائيلية بأنه "تحريض على الإرهاب".
وقال حقوقيون إسرائيليون إن القضية تعكس تزايد القيود المفروضة على منتقدي الحرب في إسرائيل، حيث شهدت الأشهر الماضية عدة حالات لملاحقة نشطاء ومدونين بسبب منشورات تنتقد العمليات العسكرية في غزة.
وأوضح محامٍ متخصص في قضايا حرية التعبير، طلب عدم نشر اسمه، أن "توسيع تعريف التحريض ليشمل انتقاد العمليات العسكرية يمثل تحولاً مقلقاً في السياسة القضائية الإسرائيلية"، مضيفاً أن "الخط الفاصل بين النقد المشروع والتحريض أصبح ضبابياً بشكل متزايد".
وبينما أثار المنشور استياءً في أوساط اليمين الإسرائيلي، اعتبر مراقبون أن المحاكمة تأتي في سياق تضييق متزايد على الأصوات المعارضة للحرب، حيث دعت عضو الكنيست عن حزب الليكود الحاكم تالي غوتليب إلى "تقديم شكاوى جماعية" ضد الصحفي.
وتواجه إسرائيل انتقادات متزايدة من منظمات حقوقية دولية بسبب ما تصفه بقمع حرية التعبير خلال الصراع الحالي، حيث تم اعتقال عدد من المواطنين العرب والإسرائيليين على خلفية منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.
ويعمل فري، الذي يتابعه أكثر من 100 ألف شخص على منصة "إكس"، لصالح وسيلة إعلام أجنبية، وسيمثل أمام المحكمة مجدداً يوم الأحد المقبل للنظر في تمديد اعتقاله أو إطلاق سراحه.
المحرر: حسين صباح