السبت 12 ربيع الأول 1447هـ 6 سبتمبر 2025
موقع كلمة الإخباري
أزمة في البنتاغون بسبب إعادة التسمية: "وزارة الحرب" بدلاً من "الدفاع"
متابعة - كلمة الإخباري
2025 / 09 / 06
0

كشفت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية عن موجة احتجاجات داخل البنتاغون إثر إصدار الرئيس دونالد ترامب أمراً تنفيذياً بإعادة تسمية وزارة الدفاع إلى "وزارة الحرب"، وسط مخاوف من تكلفة التغيير التي قد تصل إلى مليارات الدولارات والتداعيات الدبلوماسية المحتملة.

ووفقاً للصحيفة، أثار القرار الذي يعيد استخدام الاسم التاريخي للوزارة المستخدم حتى عام 1947، غضباً واسعاً بين المسؤولين الحاليين والسابقين، الذين يرون فيه تصعيداً عدوانياً قد يعقد العلاقات الدبلوماسية في ظل البيئة العالمية المتوترة.

ويواجه البنتاغون تحدياً لوجستياً ضخماً يتمثل في تغيير أختام وشعارات الوزارة في أكثر من 700 ألف منشأة عسكرية موزعة في 40 دولة وجميع الولايات الأمريكية، بالإضافة إلى تحديث جميع الوثائق الرسمية والمستلزمات لفروع الجيش الستة ووكالات الوزارة.

وقدّر مسؤول دفاعي سابق أن تكلفة هذه العملية قد تصل إلى مليارات الدولارات "دون أن تحقق تأثيراً ملموساً على التحديات الاستراتيجية مثل مواجهة التحالفات العدوانية بين الدول الاستبدادية".

ونقلت بوليتيكو عن مسؤول حالي، طلب عدم كشف هويته، قوله: "هذا مُخصص فقط للرأي السياسي المحلي. لن يُكلف هذا ملايين الدولارات فحسب، بل لن يكون له أي تأثير على الحسابات الصينية أو الروسية".

وحذر مسؤول آخر من أن هذا التغيير "قد يُستغل من الأعداء لتصوير الولايات المتحدة كمحرضة على الحرب وتهديد للاستقرار العالمي".

ودافع ترامب عن قراره خلال مؤتمر صحفي في المكتب البيضاوي قائلاً: "لقد انتصرنا في الحربين العالميتين الأولى والثانية عندما كانت تُسمى وزارة الحرب، ثم قرّرنا تغيير الاسم إلى وزارة الدفاع. لذا، سنعود إلى وزارة الحرب".

وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن التغيير يعكس نهجاً أكثر هجومية للجيش الأمريكي، مقللاً من شأن التكاليف بقوله: "نعرف كيف نغير علامتنا التجارية دون عناء".

ورغم أن تغيير الاسم الرسمي يتطلب قانوناً من الكونغرس، تدرس إدارة البيت الأبيض بدائل قانونية، منها السماح لوزير الدفاع بيت هيغسيث باستخدام لقب "وزير الحرب" في المراسلات الرسمية.

وانقسمت ردود الفعل داخل الكونغرس، حيث أيد بعض الجمهوريين مثل السيناتورين ريك سكوت ومايك لي القرار، فيما عارضه زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، الذي كتب عبر منصة "إكس" أن "السلام بالقوة يتطلب استثماراً، وليس مجرد إعادة صياغة للشعار".

واعتبرت السيناتور الديمقراطية جين شاهين أن القرار محاولة لصرف الانتباه عن قضايا أكثر إلحاحاً مثل جاهزية القوات.

وبدأ البنتاغون بالفعل تطبيق بعض التغييرات، حيث أعاد الحساب الرسمي للوزارة على منصة "إكس" تسمية نفسه "وزارة الحرب"، بينما لا يزال شعار الموقع الإلكتروني يحمل ختم وزارة الدفاع، مما يعكس التحديات اللوجستية المتوقعة.

وحذر مستشار في صناعة الدفاع من أن التغيير سيؤثر على العقود والمواد التسويقية، وقد يربك الجامعات والمقاولين الذين يعتمدون على تمويل الوزارة.

المحرر: حسين صباح



التعليقات