دعا رئيس الوزراء محمد شياع السوداني اليوم الاثنين دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى تعزيز التعاون من أجل تحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، مؤكداً أن بلاده "لم تعد تمثل موضع قلق أمني بل شريك استراتيجي يمكن الاعتماد عليه".
وألقى السوداني كلمة أمام زعماء وممثلي دول الحلف في مقر الناتو بالعاصمة البلجيكية بروكسل، بدعوة من الأمين العام للحلف مارك روته، حيث استعرض رؤية العراق للعلاقة مع الحلف ومواقفه من قضايا المنطقة، وفقاً لبيان رسمي تلقاه كلمة الإخباري.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن اجتماعه مع قادة الناتو "ينعقد في ظل اضطرابات وتحولات جوهرية تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وفي ظل انتهاك مبادئ النظام الدولي، وارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وتهديد السلامة الإقليمية".
وشدد السوداني على سعي العراق لـ"تعزيز العلاقات مع دول الناتو والمشاركة في تخطيط وتنفيذ المبادرات الأمنية الإقليمية، وتطوير قدراتنا في مجال الدفاع الجوي والردع، وبما يضمن سيادة العراق، ودعم الاستقرار بالمنطقة".
وأكد رئيس الوزراء التزام بلاده بمبدأ "التوازن في السياسات الخارجية، وتجنب الانحياز والمحاور، مسترشدين بالمصلحة العليا للعراق وشعبه"، داعياً إلى "حل النزاعات عبر الدبلوماسية والقانون الدولي".
وتطرق السوداني في كلمته إلى عدة ملفات إقليمية، حيث دعا إلى "حل إشكاليات الملف النووي الإيراني سلمياً وفي إطار القانون الدولي"، مؤكداً دعم بلاده لـ"استقرار سوريا، وضمان أن يكون الشمول والتعددية أساساً لمستقبلها".
وبشأن الوضع في فلسطين، قال رئيس الوزراء العراقي إن "الانتهاكات في الأراضي الفلسطينية المحتلة تتعارض مع قرارات مجلس الأمن الدولي ولا بد من إنهائها، وإيقاف الإبادة الجماعية في غزة".
وعلى الصعيد الداخلي، أشار السوداني إلى أن بلاده "مقبلة على إجراء الانتخابات التشريعية"، مؤكداً التزام حكومته "بدعم هذا الاستحقاق وإجرائه بطريقة عادلة وشفافة".
وأكد أن "نظامنا التعددي يسمح للجميع بالتنافس الحر بالانتخابات، والحكومة ستتشكل على أساس النتائج، وفي تداول سلمي للسلطة"، مشدداً على التزام حكومته "بقرار حصر السلاح بيد الدولة وإصلاح الأجهزة الأمنية، لحماية جميع المواطنين والحفاظ على النظام".
وتأتي زيارة السوداني لمقر الناتو ضمن جولة أوروبية تشمل عدة دول، تهدف إلى تعزيز العلاقات مع الاتحاد الأوروبي وأعضائه في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية.
المحرر: حسين الكربلائي