البحث

كشفت صحيفة الغارديان البريطانية عن اجتماع عقدته مجموعة من السياسيين الإسرائيليين اليمينيين والمستوطنين المتطرفين داخل الكنيست هذا الأسبوع لمناقشة خطة مثيرة للجدل تهدف إلى تهجير سكان قطاع غزة قسرا وضم القطاع إلى إسرائيل وتحويله إلى مدينة ذكية ومنتجعات فاخرة. 

وتحمل الخطة اسم المخطط الرئيسي للاستيطان في قطاع غزة وتتضمن بناء 850 ألف وحدة سكنية وإنشاء مدن ذكية تعمل بالعملات المشفرة وشبكة مترو تمتد عبر القطاع.   

وتستند الفكرة إلى تصريح سابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي وعد بتحويل غزة إلى ريفييرا الشرق الأوسط.   

وتزعم الوثائق أن حق إسرائيل في الاستيطان وتطوير الأرض هو واجب وطني وأمني مع التركيز على الجدوى الاقتصادية للمشروع.   

وصفت الخطة من قبل خبراء قانونيين دوليين بأنها تطهير عرقي حيث تتطلب تفريغ غزة من سكانها البالغ عددهم مليوني نسمة.   

وقال المحامي الإسرائيلي البارز مايكل سفارد إن الترحيل القسري يشكل جريمة حرب إذا كان محدودا وجريمة ضد الإنسانية إذا كان واسع النطاق.   

وأشارت منظمات حقوقية إلى أن حرمان السكان من الغذاء والخدمات الأساسية لدفعهم إلى المغادرة يعد شكلا من الترحيل القسري المجرم دوليا.   

وعرضت الخطة في مؤتمر بالكنيست بعنوان ريفييرا غزة من الرؤية إلى الواقع بمشاركة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش والناشطة الاستيطانية دانييلا فايس.   

وأثار المؤتمر غضبا سياسيا حيث اتهم نائب من حزب المعارضة سموتريتش بالترويج لجرائم حرب.   

وذكرت فايس للغارديان أن سكان غزة لن يبقوا واقترحت نقلهم إلى مصر أو دول إفريقية بينما أشارت إلى وجود ألف عائلة إسرائيلية مستعدة للانتقال إلى غزة.  

ونفى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وجود خطط رسمية لتهجير غزة بينما طرح وزير الدفاع فكرة إنشاء مدينة إنسانية مؤقتة في جنوب القطاع.   

وصف الجيش الإسرائيلي الخطة بأنها كابوس أمني فيما حذر خبراء من أنها قد تفاقم الصراع. 

وتأتي هذه الخطط وسط تدهور إنساني في غزة حيث تتهم منظمات إغاثة إسرائيل بفرض حصار على المساعدات مما تسبب في مجاعة غير مسبوقة  

حذر خبراء من أن تهجير السكان تحت وطأة الجوع والدمار قد يصنف كجريمة حرب بموجب القانون الدولي.  

وسبق لترامب اقتراح وضع غزة تحت الوصاية الأمريكية أو تهجير سكانها إلى الأردن وهو ما أثار إدانات واسعة.   

يذكر أن الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023 تسببت في مقتل أكثر من 60 ألف فلسطيني وتدمير البنية التحتية لغزة والتي ترسم عليها الآن خطط التطوير الإسرائيلية.   

المحرر: عمار الكاتب