تشكل مشروبات الطاقة عالية الكافيين تهديداً متزايداً لصحة الأطفال والمراهقين، وتُظهر الدراسات الحديثة أن هذه المشروبات تؤثر سلباً على نومهم وتركيزهم وصحتهم العقلية.
كما أنها تزيد من خطر الإصابة بالسمنة ومشاكل القلب واضطرابات المزاج. على الرغم من جهود الآباء والأطباء لتوعية الشباب بمخاطرها، يستمر استهلاكها بشكل متكرر، مما يثير قلق الخبراء بشأن تأثيراتها على المدى القصير والطويل.
ويدخل الكافيين إلى مجرى الدم بسرعة، حيث يزيد من اليقظة والتركيز مؤقتاً، ولكن هذا التأثير يتبعه شعور بالتعب ونقص الطاقة، ويبقى حوالي 50% من الكافيين في الجسم لمدة تتراوح بين خمس وست ساعات.
ويحذر الأطباء من أن هذه المشروبات قد تكون خطيرة على المصابين بأمراض قلبية وراثية، لأنها يمكن أن تؤثر على النظام الكهربائي للقلب وتزيد من خطر عدم انتظام ضرباته، خاصةً عند دمجها مع عوامل أخرى مثل الحرمان من النوم والجفاف والتدخين الإلكتروني.
وفي دراسة أجريت في عيادة "مايو" بالولايات المتحدة، وُجد أن سبعة من أصل 144 مريضاً نجوا من سكتة قلبية كانوا قد تناولوا مشروبات طاقة قبل الحادثة.
وهذا يشير إلى وجود علاقة محتملة، على الرغم من أن الدراسة لم تُثبت أن المشروبات هي السبب المباشر للنوبات القلبية، يجب الحذر من التسمم بالكافيين، وهو أمر نادر ولكنه خطير، ويحدث عند تناول أكثر من 1200 ملغ من الكافيين.
وتحتوي مشروبات الطاقة على مستويات عالية من السكر. على سبيل المثال، تحتوي علبة "ريد بول" (250 مل) على 27.5 غراماً من السكر، والإفراط في استهلاك السكر يزيد من خطر الإصابة بالسمنة وارتفاع ضغط الدم والسرطان.
بالإضافة إلى ذلك، تحتوي هذه المشروبات على مادة التورين، وهي حمض أميني يمكن أن تسبب مستوياته العالية مشاكل مثل القيء، واضطراب المعدة، والدوار، والإسهال.
وأظهرت دراسة بريطانية شملت أكثر من 1.2 مليون طفل أن استهلاك مشروبات الطاقة يرتبط بزيادة الصداع، والتهيج، والتعب، وآلام المعدة، وقصر مدة النوم، بالإضافة إلى زيادة خطر القلق والتوتر والاكتئاب.
المحرر: عمار الكاتب