حذر خبراء مؤسسة “آر بي سي كابيتال ماركيتس” (RBC Capital Markets) من أن الدولار الأميركي قد يواجه مرحلة ممتدة من الضعف تشبه تلك التي أعقبت فقاعة شركات الإنترنت مطلع الألفية، مع تحوّل العوامل التي دعمته في السنوات الماضية إلى عوامل ضغط.
وأوضح الاستراتيجي المالي في المؤسسة، ريتشارد كوشينوس، في مذكرة بحثية أن “التركيز العالمي على الأصول الأميركية مرتفعة التكلفة، ولا سيما الأسهم، عزز قوة الدولار بشكل مصطنع خلال العقدين الماضيين”، مضيفاً أن “أي تغير ملموس في الطلب أو الأداء النسبي لتلك الأصول قد يؤدي إلى تقلبات حادة في أسواق العملات”.
وأشار كوشينوس إلى أن “ابتعاد رؤوس الأموال عن السوق الأميركية، كما حدث بعد انفجار فقاعة الإنترنت في عام 2000، قد يمهّد لانخفاض حاد في الدولار على غرار التراجع بنسبة 40% بين عامي 2001 و2008”.
وأضاف أن ارتفاع تقييمات الأصول، وتغير أنماط التجارة العالمية، وتحول تفضيلات المستثمرين نحو ملاذات آمنة بديلة مثل اليورو والين، تمثل تحديات كبيرة أمام الدولار خلال السنوات المقبلة، مؤكداً أن “إدارة المخاطر طويلة الأجل ستكون أولوية قصوى مع اقتراب عام 2026”.
وفي ضوء ذلك، أوصت “آر بي سي” المتداولين بتبني استراتيجيات تحوط متنوعة تشمل خيارات الشراء الاصطناعية على مؤشر الدولار الأميركي، والخيارات الثنائية الصاعدة على اليورو والين، إضافة إلى أدوات أكثر تقليدية مثل خيار شراء لمدة عامين على زوج اليورو/الدولار بسعر تنفيذ عند 1.30، وخيار بيع لمدة عامين على زوج الدولار/الين عند 130، ما يعادل تراجعاً متوقعاً بنسبة 12–15% في قيمة الدولار.
واختتم كوشينوس بالقول إن “الدروس التاريخية من مطلع الألفية تبقى مرجعاً مهماً، لكن البيئة الحالية—المتأثرة بالتغير التكنولوجي والتوترات الجيوسياسية والسياسات النقدية غير التقليدية—تتطلب تفكيراً استثمارياً جديداً وتنوعاً أكبر في المحافظ المالية”.
المحرر: حسين هادي