كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية يوم الأربعاء، نقلاً عن مصادر أمريكية رفيعة المستوى، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حاول إقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخطة وصفتها المصادر بأنها "غير قابلة للتحقيق" تقضي بهزيمة حركة حماس من خلال عملية عسكرية إسرائيلية تستغرق أسابيع قليلة.
وأفادت الصحيفة أن نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر روّجا لدى ترامب لحملة عسكرية واسعة للقضاء على حماس وإنهاء الحرب، مما يجعل المفاوضات بشأن صفقة جزئية لتبادل الرهائن غير ضرورية، بينما يقدم الجيش الإسرائيلي تقييمات مختلفة تماماً للقيادة السياسية.
وجاء في التقرير أن ترامب، الذي يُنظر إليه على أنه متحمس لاستخدام القوة العسكرية بعد التصعيد الأخير مع إيران، اقتنع بالخطة ومنح نتنياهو بضعة أسابيع للمضي قدماً فيها، حيث صرح الرئيس الأمريكي يوم الاثنين بأن "الحرب في غزة يجب أن تنتهي قريباً" وأضاف: "أعتقد أنه خلال الأسبوعين أو الثلاثة أسابيع المقبلة، سوف نحصل على نهاية جيدة وحاسمة".
ووفقاً للصحيفة، فإن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الفريق إيال زامير أبلغ المسؤولين السياسيين خلال الأيام الماضية أن طلب نتنياهو "تقصير" وقت الاستعداد للسيطرة على مدينة غزة "يبدو جيداً على الورق، لكنه غير عملي على أرض الواقع" في ضوء مشكلة القوى العاملة الخطيرة في الجيش الإسرائيلي وحالة المعدات العسكرية.
وكشفت المصادر أن نتنياهو يسعى لإقناع ترامب بزيارة إسرائيل قبل زيارته المقررة لبريطانيا في 17 سبتمبر/أيلول المقبل، بزعم أنه بحلول ذلك الوقت ستكون إسرائيل قد هزمت حماس ودخل اتفاق وقف إطلاق نار وتبادل أسرى حيز التنفيذ.
وأشارت الصحيفة إلى أن الوسطاء في الدوحة أعربوا عن استيائهم العلني من رفض إسرائيل مناقشة الصفقة الجزئية المقترحة لإطلاق سراح 10 رهائن، والتي يرفضها نتنياهو خوفاً من سقوط حكومته، مفضلاً المضي قدماً في الخيار العسكري.
وخلصت "هآرتس" إلى أن "كل اللاعبين في المنطقة ينتظرون أن يدرك ترامب أن خطة احتلال مدينة غزة ليست سوى المزيد من الدعاية"، وأنها "لن تؤدي إلا إلى المزيد من الدمار والخراب والموت ولن تقنع حماس بالاستسلام بشروط نتنياهو".
المحرر: أزهر البغدادي