أثارت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" جدلاً واسعاً بعد قرارها سحب عرض عمل من الصحفي المصري مهاد الشرقاوي، وإنهاء عقده الحالي، بسبب منشور داعم للقضية الفلسطينية على صفحته الشخصية بموقع فيسبوك.
وأدان نقيب الصحفيين المصريين، خالد البلشي، في خطاب رسمي أرسله لمكتب الهيئة في القاهرة، ما وصفه بـ "الإجراءات التعسفية" التي اتخذتها المؤسسة الإعلامية البريطانية ضد الشرقاوي، بعد سحب عرض العمل الرسمي الذي تلقاه لشغل وظيفة "بروديوسر" في أحد البرامج، رغم اجتيازه جميع الاختبارات والمقابلات بنجاح.
وأضاف البلشي أن الانتهاكات تواصلت بإنهاء عقد الشرقاوي في برنامج "بتوقيت مصر"، مما أفقده مصدرين للدخل في وقت واحد ودون مبرر مقنع، مستنكراً اتهامه بـ "معاداة السامية" كذريعة لسحب العرض الوظيفي استناداً إلى منشور شخصي قديم على حسابه الخاص.
وأكد النقيب أن ذلك يمثل "انتهاكاً لحق الصحفي في التعبير، فضلاً عن أنه يمثل ربطاً تعسفياً وغير مشروع بين الرأي الشخصي للصحفي خارج إطار العمل، وبين كفاءته ومهنيته داخل المؤسسة الإعلامية".
من جانبه، كشف الشرقاوي تفاصيل ما حدث عبر صفحته على فيسبوك، قائلاً: "وجّهت هيئة الإذاعة البريطانية اتهاماً لي بمعاداة السامية وبناء عليه قررت سحب عرض وظيفة بعد الاتفاق على التفاصيل كافة وموعد استلام مهامي لقيادة فريق برنامج (درس) من مكتب القاهرة".
وأوضح أن ذلك جاء "بعدما قامت نائب رئيس تحرير البرنامج في لندن (عربية الجنسية) بالبحث في حسابي الشخصي على فيسبوك ووجدت فيديو بتاريخ أكتوبر 2023، نشرته لضربات حماس لإسرائيل في وقت لم أكن فيه صحافياً لدى الهيئة".
وأشار الشرقاوي إلى أنه عمل في "بي بي سي" لأكثر من أربع سنوات في مناصب مختلفة، مؤكداً التزامه خلالها "بالمهنية والحيادية بشهادة مدرائي وزملائي ولم يصدر بحقي أي شكوى سواء مهنية أو شخصية"
وطالب البلشي هيئة الإذاعة البريطانية بمراجعة القرار المتخذ بحق الصحافي على وجه السرعة، وتقديم تفسير مكتوب وواف لأسباب هذا الإجراء، محذراً من أن النقابة "تحتفظ بحقها الكامل في اتخاذ كل الإجراءات النقابية والقانونية اللازمة للدفاع عن الزميل وصون حريته المهنية، إذا لم يتحقق الرد المرضي والحل العادل".
المحرر: حسين صباح