حذر خبراء طبيون من خطورة تجاهل الرجال لمجموعة من المؤشرات الصحية التي تظهر في منتصف العمر، مؤكدين أن الإهمال قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تصل إلى الوفاة، خاصة مع تردد الكثيرين في زيارة الطبيب سواء بسبب الخجل أو الخوف من التشخيصات السلبية.
وكشفت دراسة نشرتها صحيفة “التليغراف” البريطانية أن الأطباء حددوا ستة مؤشرات رئيسية تظهر لدى الرجال في مرحلة الأربعينات والخمسينات، وتستدعي التدخل الطبي السريع لتفادي تطور الأمراض الكامنة خلفها.
وأوضح الدكتور جون بوكسمير، الطبيب في جامعة كولومبيا، أن ظهور الزوائد الجلدية حول الرقبة أو الإبطين أو منطقة الفخذ، مصحوبة بطفح جلدي يشبه الخانات أو البقع الداكنة المخملية، والتي تُعرف طبياً باسم “الأشواك السوداء”، تعد من أبرز العلامات التحذيرية التي تشير إلى مقاومة الإنسولين.
كما حذر الخبراء من التعب المستمر أثناء النهار والاستيقاظ بفم جاف، إذ أكد الدكتور ريان تشونغ، استشاري الأنف والأذن والحنجرة في جامعة “كوليدج” لندن، أن هذه الأعراض قد تشير إلى انقطاع التنفس أثناء النوم، الذي ارتفعت معدلاته بشكل ملحوظ لدى الرجال في منتصف العمر، مرجعاً ذلك إلى تراكم الدهون في مجرى الهواء وتوتر العضلات.
وأشار تشونغ إلى ارتباط انقطاع التنفس النومي بأمراض خطيرة مثل السكتة الدماغية، وفشل القلب، وارتفاع ضغط الدم، وداء السكري من النوع الثاني، والخرف، ما يستدعي زيارة الطبيب فور ظهور هذه الأعراض.
ومن المؤشرات المهمة التي ينبغي الانتباه إليها، صعوبة التبول أو التبول المفرط أو خروج دم مع البول، حيث أكد الأطباء أنها قد تكون أعراضاً لمرض خطير مثل سرطان البروستات.
وشدد بوكسمير على أهمية الانتباه لضيق التنفس بعد ممارسة التمارين الرياضية، موضحاً أنه قد يكون علامة على خلل خطير في القلب، سواء من الناحية الكهربائية أو الميكانيكية، إضافة إلى احتمال الإصابة بالرجفان الأذيني، الذي تظهر أعراضه غالباً في مرحلة الخمسينات، خاصة لدى الرجال، مما يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
وحذر الخبراء من تجاهل آلام الظهر أو الساق، إذ قال بوكسمير: “أحياناً يتجاهل الناس بعض آلام الظهر، ويقولون إن الأمر مجرد تيبس، أو أنهم رفعوا شيئاً ثقيلاً، لكن مع الوقت يمكن أن تتطور تلك العلامات المبكرة إلى شيء أسوأ. بعد بضع سنوات، قد يصابون بعرق النسا”، مؤكداً أنها قد تشير إلى تدهور الأقراص الفقرية.
وفيما يتعلق بنزيف المستقيم، أوضحت الدكتورة أليس موراي، استشارية جراحة القولون والمستقيم، أن الرجال يشعرون بالحرج من طلب المساعدة عند مواجهة مشاكل في الأمعاء، مشيرة إلى أنهم يشكلون 55% من حالات سرطان الأمعاء المشخصة، وهم أكثر عرضة للوفاة بسبب المرض نتيجة التأخر في اللجوء إلى الطبيب.
وشددت موراي على ضرورة مراقبة حركة الأمعاء ولون الفضلات وطبيعتها، والتوجه إلى الطبيب فوراً في حال ملاحظة أي تغيرات غير طبيعية، مؤكدة أن التشخيص المبكر يمكن أن ينقذ الحياة.
المحرر: حسين صباح